استطاعت لودي لحدو أن تنشر خدمات المكاتب المجهزة من سيرفكورب في منطقة الشرق الأوسط، وأتاحت لرجال الأعمال إمكانية الحصول على البنى التحتية الأرقى في عالم الأعمال.
هي سيدة أعمال أسترالية-لبنانية. لم تكن تتوقع الكثير من وجودها في الشرق الأوسط، حين قدمت بنيّة البقاء لخمس سنوات على الأكثر. اليوم، وبعد مضي تسع سنوات من وجودها في سيرفكورب، الممون العالمي لمكاتب الأعمال المجهزة والإفتراضية، حيث تشغل منصب مدير عام منطقة الشرق الأوسط وتركيا، ما زالت تتطلّع للأمام وتأمل المزيد.
سيرفكورب متواجدة حالياً من خلال أكثر من 120 موقعاً في 22 بلد، ومنها مواقع عديدة في المنطقة: في البحرين، الكويت، بيروت، قطر، المملكة العربية السعودية، تركيا والإمارات العربية المتحدة.
وكانت للسيدة لحدو مساهمة مهمة في تحقيق هذا النمو. وقد عبّرت عن سعادتها لوجود عائلتها معها، بعيداً عن الوطن الأم. "لقد اتّخذنا قرار البقاء هنا معاً. لدي ولدان في سن المراهقة؛ وبحكم وجودهما في دبي، ورغم أنهما يتلقيان الدراسة في مدارس إنكليزية خاصة، إلاّ أن اللغة العربية هي إلزامية. بإمكانهما اليوم القراءة والكتابة باللغة العربية، وقد تسنّت لهما الفرصة للتعرّف إلى المنطقة."
وأشارت السيدة لحدو إلى أن أسلوبها القيادي ارتكز، على مرّ هذه السنوات، على اتخاذ القرارات الصعبة والمحافظة في الوقت عينه على تواضعها. وصرّحت: "كرجل أو إمرأة، إنما يُحكم على المرء من خلال قدرته على الأداء الجيد تحت الضغوطات. إن فريق عملك يتطلّع إليك لإرشاده وقيادته، وعليك تحمّل كامل المسؤولية عن نتائج قراراتك".
وقد كان أول موقع لمكاتب سيرفكورب في الشرق الأوسط قد افتتح في أ��راج الإمارات في دبي. الموقع، فالموقع، ثم الموقع. تقول السيدة لحدو: "بسبب وجودنا في دبي كموقع رئيسي، استطعنا الوصول إلى العديد من الشركات العالمية الكبرى".
وهكذا نمت سيرفكورب كإسم تجاري مرموق، مستندة إلى قوة الأسماء التجارية للشركات العالمية التي حضنتها مكاتبها (جي بي مورغان، جنرال إلكتريك، رولز رويس وبلومبرغ، على سبيل المثال لا الحصر). واستطاعت بذلك تدعيم مصداقيتها لجذب عدد أكبر من الزبائن.
وتصف السيدة لحدو خدمات سيرفكورب بأنها "جيدة جداً ومناسبة تماماً لشركات الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم". إن ما تقدمه سيرفكورب يتمثّل بأجنحة مكتبية مخدّمة بالكامل، ومكاتب إفتراضية مقترنة بإمكانية استخدام قاعات الإجتماعات. وأكثر من ذلك، تضيف فتقول أن الشركات الكبرى غالباً ما تنضم إلى سيرفكورب حين تقوم بتجهيز وإرساء مكاتب جديدة لها في المنطقة، أو في حال قيامها بمشاريع معينة لا تتسع لها مكاتبها الخاصة. "نحن في الغالب نقدّم حلولاً على المدى القصير"، تقول السيدة لحدو. "ولكن، رغم ذلك، لطالما استقر عندنا زبائن لسنوات عدة. إن ما نقدمه يتيح لأية شركة أعمال الفرصة للظهور بصورة مهنية متكاملة". ونقطة الإرتكاز هي سهولة الإستخدام. فالمكاتب المجهزة بالكامل كما والخدمات عبر الإنترنت هي متوفرة بسرعة؛ مدة العقود هي شهر واحد، ولا ضرورة لدفع أي تأمين عند التسديد بواسطة بطاقة الإئتمان.
تتراوح الإيجارات الشهرية بين 150$ لـ "باقة الإجتماعات"، 160$ لـ"باقة العنوان" و190$ لـ"باقة الإتصالات". والباقات الثلاث متوفّرة مقابل 360$، كما وأن باقة المكتب الإفتراضي متوفرة لقاء 470$.
وتشرح السيدة لحدو عن قيمة هذه التقديمات فتقول: "إن كنت صاحب مشروع ورأسمالك محدود، يمكنك، لقاء 360$ شهرياً، الحصول على عنوان متميّز تضعه على بطاقة شركتك، كما يمكنك الإلتقاء بزبائنك المحتملين في مكاتب سيرفكورب التي تعكس صورة خدمات الخمس نجوم. كما تتوفر لديك إمكانية الولوج إلى إنترنت فائق السرعة، والحصول على خدمات دعم ومساندة من فريق العمل؛ كما وأن كامل اتصالاتك متاحة فورياً بواسطة الإنترنت".
ويستطيع الأعضاء الإحتفاظ بالرقم الهاتفي الذي حصلوا عليه حتى بعد مغادرتهم لسيرفكورب. إضافة لذلك، فإن للأعضاء أن يستفيدوا من إمكانية استخدام مكاتب أخرى لسيرفكورب حول العالم.
وتشدد سيرفكورب على تماسك وثبات تقديماتها حول العالم، وتولي أهمية قصوى لقاعدة المعلوماتية لديها، خاصة بما يتعلق بالإتصالات.
وفي تقاريرها تذكر الشركة أنها أنفقت ما يقارب الخمسين مليون دولار على تطوير تقنياتها. "نقوم بتطوير برامجنا المعلوماتية داخلياً"، توضح السيدة لحدو. "إنها مصممة لتناسب محيط أعمال متعدد المستخدمين كالذي نعمل فيه. مثلاً، إن بياناتنا وقاعدة الإتصالات الصوتية التي طورناها داخلياً تسمح لشركة صغيرة أو متوسطة الحجم بالتواصل من أي مكان في العالم والحصول على الخدمات التي نقدمها".
حين يتصل أحد زبائن مستخدمي خدمة تلقي الإتصالات من سيرفكورب، تقوم موظفة الإستقبال، وعلى مدار 24 ساعة، بتلقي المكالمة بإسم الشركة المستخدمة، متبعة التعليمات التي زودتها بها. يمكن تحويل الإتصال إلى هاتف خليوي أو إلى بريد صوتي شخصي، أو حتى إلى مكتب أو أي مكان آخر حول العالم. هي برامج مطورة تسمّى "ون فون"، تحوّل الكومبيوتر المحمول، الآي فون أو الآي باد إلى هاتف عمل. باختصار، إن رقماً هاتفياً واحداً يسمح بالإتصال بك أينما كنت وفي أي وقت كان. "والإتصال هو بحسب التعرفة المحلية للمتصل"، تقول السيدة لحدو، "فلا تترتب عليك أية تكاليف تجوال".
ولكن سيرفكورب تواجه دوماً تقلبات الطلب والأسواق، خاصة كما هي الحال في المنطقة. فالبنى التحتية دون المستوى المطلوب (كما في لبنان مثلاً)، وثقافة تجارية تحبّذ العلاقات الشخصية والإجتماعات وجهاً لوجه، كلّها عوامل تجعل من الفسحة المكتبية أساساً في كيفية تقديم الشركة لنفسها.
"نحن نشجّع دائماً الأشخاص على زيارتنا واختبار شعور تجربة سيرفكورب"، تقول السيدة لحدو. "مثلاً، لدينا طاولات من الغرانيت. كم مرة سبق لك وتواجدت في مكتب ولاحظت أن قاعة مجلس الإدارة فيه هي في حال مزرية؟ تلك أمور على الشركات الصغيرة والمتوسطة أن تأخذها بالإعتبار".
وهناك أيضاً العنوان _ وهو مفيد للقاءات أو كعنوان بريدي راقٍ يعكس صورة متميزة.
إن أعضاء سيرفكورب يحصلون على عنوان "مرموق"، كما أسمته السيدة لحدو.
والعنوان في لبنان هو شارع أللنبي، في أسواق وسط بيروت.
